نرجــس
عدد المساهمات : 26 تاريخ التسجيل : 27/06/2010 العمر : 30 الموقع : http://ibdaa.almountadayat.com
| موضوع: دور القرآن فى حياة المسلم الأربعاء يونيو 30, 2010 9:30 pm | |
| دور القرآن في حياة المسلم
المسلم يتوافق مع آيات الله الكونية المنثورة فى هذا الكون ، كل هذه آيات الله الكونية من أرض وسماء وجبال ومحيطات ، أنهار وسهول ، كل هذه المخلوقات تسبح وتطيع ربها عز وجل ورفضت حمل الأمانة ، وللأسف حملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا. وهذا الإنسان لا يتوافق مع هذا الكون إلا بطاعة الله عز وجل ليس بعصيانه، فعندما يطيع العبد خالقه فقد توافق مع الكون.
في حوار صحفي للدكتور عمر عبد الكافي
نريد أن تبين لنا الدور والمكانة الذين أردهما الله لكتابه "القرآن الكريم" فى حياة المسلم؟ د. عمر : الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . إن الله سبحانه وتعالى بين لنا فى كتابه مكانة القرآن الكريم ومكانة كلامه سبحانه وبين أن الفرق بين كلام الله وكلام خلقه كالفرق بين الله وخلقه وقال تعالى فى كتابه " الحمد لله الذى أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً". "الحمد لله الذى خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور،ثم الذين كفروا بربهم يعدلون" فكأن هناك قرآنين "قرآن الله المسطور (القرآن) وقرآن الله المنثور فى هذا الكون " تبارك الذى نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً ..." " تبارك الذى بيده الملك وهو على كل شىء قدير". فالله هنا يساوى بين كتاب الله والملك، هنا السموات والأرض وهنا الفرقان، فالمسلم يتوافق مع آيات الله الكونية المنثورة فى هذا الكون ، كل هذه آيات الله الكونية من أرض وسماء وجبال ومحيطات ، أنهار وسهول ، كل هذه المخلوقات تسبح وتطيع ربها عز وجل ورفضت حمل الأمانة ، وللأسف حملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا وهذا الإنسان لا يتوافق مع هذا الكون إلا بطاعة الله عز وجل ليس بعصيانه ، فعندما يطيع العبد خالقه فقد توافق مع الكون وبهذا لا تصيح هناك نغمة نشاز فى هذا الكون
مثقال الذر
وهذا رجل آخر حينما جاء من اليمن ليسلم على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويطلب منه أن يعلمه الإسلام فطلب الرسول صلى الله عليه وسلم من أبى ذر الغفارى أن يعلم آخاه الإسلام فقرأ عليه أبو ذر سورة الزلزلة حتى بلغ قول الله "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذره شراً يره " هنا فاضت عينا الرجل بالدموع وقال "كفانى تعليماً من الإسلام ، أيزن ربنا بمثقال الذر ؟ المسألة هنا انهم كانوا يتدبرون معانى كلام الله عز وجل ولذلك جعلهم الله سادة لهذا العالم
بعد إنتهاء شهر رمضان نجد ظاهرة عجيبة هى إنصراف الناس عن تعمير المساجد وحضور الصلوات وختم القرآن وكأن عبادة الله وقرآة القرآن مقصورة على هذا الشهر فما رأيكم ونصيحتكم؟ د.عمر: الكارثة الكبرى أن بعض المسلمين ينسون أن رب رمضان هو رب ما بعد رمضان ويعتقدون أن العبادة تنتهى بإنتهاء شهر رمضان فى حين أن شهر رمضان هو الشهر الذى يحصل فيه المسلم على الزاد الروحى الذى يعينه على عبادة الـ 11 شهراً الأخرى من السنة وهى فرصة عظيمة لتجديد الإيمان فى القلب وإصلاح العبادة وإكتساب والتدرب على الخلق الحسن وتجنب والتخلص من الصفات غير الإسلامية. ولكننا هنا نستطيع أن نقول ان الذين تفتر همتهم بعد رمضان هم أبناء الحدث او أبناء الإنفعال المؤقت لوجود الروحانيات فى رمضان فهذا الإنسان قلبه سقيم ولابد أن يبحث عن شفاء لقلبه المرض هذا وليكن هذا بالتوجه المخلص لله تعالى والإعقتاد أن عبادة الله عز وجل يجب أن تستمر لما بعد رمضان نصيحة توجهها للشباب والفتيات
أحب أن أقول لأبنائى إنه لا صلاح وحياه ولا بقاء ولا سعادة لنا جميعاً فى الدنيا والآخرة إلا إذا استمسكنا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك يكون بحضور مجالس العلم ومزاحمة العلماء فى المساجد وفى التمسك بالصحبة الصالحة ... وأنصحم أيضاً بألا نقلد من يقلدون ولا نضحك مع من يضحكون ولا ندلس مع من يدلسون ولكن نعنز بهويتنا وديننا لكى نصلح الدنيا بالدين وننال رضا ربنا عز وجل
ماهى الكتب التى تنصح الشباب بقرآتها؟ أحب ان يدرس أبنائى وبناتى تاريخ الصحابة والسلف الصالح والتابعين وتابعى التابعين ومن تلاهم فى موكب الصلاح كالعز بن عبد السلام وصلاح الدين الأيوبى والصالحين فى العصر الحديث وهكذا... اما بالنسبة للكتاب فأنصحهم بكتب العقيدة للشيخ محمد الغزالى وكذلك كتب د.يوسف القرضاوى والأستاذ سيد قطب وكل هؤلاء الأعلام الذين أثروا الحياة الإسلامية بفكرهم الصحيح وعقيدتهم السليمة
وبما تنصح الآباء والأمهات عن دورهم تجاه أبنائهم؟ أقول لأولياء الأمور : دعو أبنائكم يصاحبوا الشباب الصالحين ودعوا بناتكم يصاحبن البنات الصالحات ودعوهم جميعاً يحضروا مجالس العلم ويعمروا مساجد الله وألا يخافوا عليهم من جزاء ذلك بل الخوف يكون حينما ينصرف الأبناء عن حضور مجالس العلم الذى هو فريضة على كل مسلم ومسلمة مثل الصلاة. وهناك قضية أريد ان اهمس بها أنه لا صلاح لمجتمعنا إلا بصلاح أبنائه ولندع لهذا الجيل الصالح الذى هو أفضل عند الله من الملائكة أقول لندعهم يصلحوا الدنيا والمجتمع بصلاحهم وتقواهم
أخيراً بما يجدد الإنسان إيمانه ويهذب من خلقه؟ كما قلت سابقاً بحضور مجالس العلم التى تحفها الملائكة ويغفر الله لمن شهدها او حضرها وكذلك بكثرة تلاوة كتاب الله فكما أن للشمس أشعه تصح بها الأبدان ، فإن لتلاوة القرآن وأياته أشعة تخترق القلب فتضيئه بالإيمان وتصلح ما به من عيوب وآفات
جزاكم الله خيرأ كثيراً بارك الله فيكم ولا تنسونا من صالح دعائكم "الفصام النكد"
والناس للأسف نحوا القرآن من حياتهم ، وصار القرآن يوضع فى علب القطيفة والصدف أو العلب المذهبة ويكتب بماء الذهب ، القضية هنا ليست فى ماء الذهب فحسب ولكن القرآن دوره فى حياة المسلم هو "لينذر من كان حياً " " ليدبروا آياته" ثم لنطبق هذا القرآن سلوكا ومنهجاً فى حياة الإنسان ، فالإنسان يجب أن يطبق القرآن- الذى هو المصدر الأساسى للتشريع - فى حياته سواء الخاصة والعامة وإذا لم يفعل ذلك لصار كما يفعل العلمانى الذى يفصل الدين عن حياته ...فإن لم يتوافق الإنسان مع كتاب الله تعالى فى أوامره ونواهيه وأحكامه فهو مسلم عاص أو لم يعبد الله حق عبادته
لنا فى رسول الله أسوة حسنة ...فكيف كان تعامل الرسول عليه الصلاة والسلام مع القرآن؟ د.عمر: تروى لنا السيدة عائشة عن الرسول صلى الله عليه وسلم فتقول "كان خلقه القرآن" "أو كان قرآنا يمشى على الأرض" أما عن عبادته فتقول انها كانت تسمع لتلاوته أزيزاً كأزيز المرجل وكان إذا مر بآيه بها رحمة الله سأل الله من رحمته واذا مر بآيه من آيات العذاب توقف واستعان من عذاب جهنم. وبهذا كانت له وقفات مع كل آية من آيات الله عز وجل فكانت قراءته عبارة عن تلاوة وتدبر وتعبد. ونحن كمسلمين يجب علينا ان نتخذه قدوة وأسوة عليه الصلاة والسلام فى تدبرنا لكتاب الله عز وجل
وماذا عن عبادة الصحابة رضوان الله عليهم؟ د.عمر: كتب السيرة تتحدث عن الصحابة فى عبادتهم بأن المار ببيوتهم رضوان الله عليهم كان يسمع لهم أزيزاً كأزيز المراجل أو كأزيز النحل ... وهذا سيدنا عمر بن الخطاب وقد افتقده المسلمون فى صلاة الصبح فى المسجد فلما بحثوا عنه وجدوه ملقى بجوار حائط وقد أغشى عليه فلما أفاق قال " إنه حين كان يعس الليلة (أى يتحسس أحوال الرعيه) سمع قرآنا يتلو "إن عذاب ربك لواقع ماله من دافع" فكنت هكذا كما رأيتمونى حينما أيقنت أن العذاب واقع على ابن الخطاب.
| |
|